ما بين ليلية وضحاها، فقدت أسرة مكونة من 5 أشخاص، طفلتهم الصغيرة، ليس لجريمة ارتكبتها سوى أنها طفلة لا تدري شيئًا، ولا تدري أن اليد التي ترواغها بقطعة حلوى، هي ذاتها اليد المنفذة لفكرة عقل دبر لسرقة قرطها الذهبي، ثم دبر لإلقائها من الدور الثاني مع أذان مغرب يوم 24 رمضان في بئر بعمق 40 مترًا، حتى يتم إخفاء الجريمة، المتمثلة في مقتل الطفلة عائشة مؤمن، 3 سنوات، والمقيمة برفقة والدتها وأشقائها في منطقة جامع العمري بمدينة أخميم شرق محافظة سوهاج.

كانت أسرة مؤمن صلاح، نجارمسلح، استيقظت في يوم 24 رمضان الجاري، لتمارس حياتها كما هو معتاد، سافر عائلها للبحث عن لقمة العيش في السعودية، ومع قرب أذان المغرب ذهبت الطفلة بسنت الأخت الأصغر لـ"حمادة"، 5 سنوات، و"محمود"، 4 سنوات، للهو أمام منزل والدها، وإذا بالذئب البشري ينتظرها على بعد خطوات.

قامت" إسراء أ"، 17 عامًا، باستدراج الطفلة باستخدام قطعة حلوى، واصطحبتها لمنزلها، وحتى لا يسمعها أحد، صعدت بها للدور الثاني وأخذت في تنفيذ خطتها الشيطانية خطوة تلو الأخرى؛ حيث قامت بخلع فردة من قرطها، إلا أن الطفلة أخذت في الصراخ من شدة الآلم، وعندها شعرت الجارة أن تلك الصيحات ستكشف أمرها وتفضح جريمتها، فقامت بكتم أنفاسها وإلقاءها في بئر مجاور لمنزلها عمقه 40 مترًا، يرجع لعصر الرومان.

هنا سكتت صيحات الطفلة، لتنطلق صيحات أهيلتها للبحث عنها بعدما غابت، ولم تعد لمنزل والدها مع الإفطار، كما هو معتاد لها، ولكن دون أن يجيبهم أحد، فما كان منهم، سوى تحرير محضر بتغيبها، ونشر صورها في كل أرجاء المدينة، ونشر العربات ومكبرات الصوت لتعلن عن تغيبها وأوصافها وأرقام أهليتها للاتصال لمن يجدها.

مرت الأيام دون أن يظهر للطفلة أية آثار، وإذا برائحة كريهة تنبعث من البئر المجاور لمنزل الطفلة، وهرع الأهالي للنظر من أعلى علهم يجدوا أثرًا للطفلة، وهو ما كان بالفعل؛ حيث عثر الأهالي على جثة الطفلة عائمة على سطح مياه البئر، وقام 3 شباب من جيران الطفلة باستخراج الجثة، وبلاغ الأجهزة الأمنية بالواقعة، التي تحفظت على الجثة.

وبدأت تحريات وحدة مباحث مركز شرطة أخميم، لكشف غموض الواقعة، وأشارت أصابع الاتهام لـ"إسراء"، والتي سبق لها سرقة قرط ذهبي من طفلة أخرى، وهاتف محمول من أحد المحال، وباستئذان النيابة تم إلقاء القبض على المتهمة أثناء تواجدها في الصاغة لبيع الحلق الخاص بالمجني عليها، وباصطحابها لديوان المركز اعترفت بارتكاب الواقعة التي كانت تخطط لها منذ بداية شهر رمضان، من أجل شراء ما تحتاج له، مبررة أن والدها لا يعطيها أية أموال كمصروف شخصي لها.